الميدان الرياضي : الاستثمار الفاعل بالجماهير مشهد يغيب عن أذهان الأندية الجماهيرية
التاريخ : 2017-12-21

الاستثمار الفاعل بالجماهير مشهد يغيب عن أذهان الأندية الجماهيرية

 

مصطفى بالو

عمان- تحتاج الشركات التجارية ذات العلامات التجارية العالمية، إلى جمهور مستهلك واسع وكبير، لتقديم منتجاتها بشكل عملي علمي استراتيجي، يدر المرابح تبعا للهدف الاساس في هدفها الاقتصادي، وهي المعلومة البسيطة التي تغيب عن أذهان انديتنا الجماهيرية بالشكل المنطقي والذي يدر المبالغ المالية المناسبة عليها تبعا لجماهيريتها وبما يتناسب وعصر الإحتراف، اتذكر كلمات تناثرت من مدير الدائرة الفنية باتحاد الكرة د. بلحسن مالوش، عند قدومه لاستلام مهمته رسميا في عمان، حيث رافق رئيس الهيئة التنفيذية لاتحاد الكرة في حضور مباراة نهائي درع اتحاد الكرة الذي جمع الوحدات والجزيرة، والذي شهد حضورا جماهيريا كبيرا سواء على مدرجات ستاد عمان الدولي أو في باحاته الخارجية وقتها، ظهرت معه "حكمة الأمير" بالطلب من الجهات المسؤولة إدخال الجماهير إلى المكان المخصص لجماهير الجزيرة، في ذات الحدث قال مالوس:" من يملك هذه القاعدة الجماهيرية يستطع جلب كبريات الشركات الراعية الى ناديه بسهولة".
هذه الكلمات قالها مالوش، وقالها العديد من النقاد والمحليين في شؤون الكرة المحلية، واستشهدوا بتجارب ناجحة لاندية عربية وعالمية، استثمرت في جماهيريها بشكل احترافي، ونستشهد هنا بالأهلي والزمالك المصريين، وتسابق الكثير من الشركات الى استثمار جماهيرتها ونجومها داخل مصر وخارجه، لايمانها بأن قاعدته الجماهيرية تمتد خارج حدود مصر، ومثله النصر والهلال السعودي عربيان، وغيرها من الماذج العربية، الا إن مساحة الجماهيرية مثلا لنادي برشلونة وريال مدريدـ عربيا وآسيويا وافريقيا وعالميا، تقدم النماذج الأكثر شمولا بالاستثمار بالجماهيرية والنجوم لدى كبريات الشركات العالمية، وهو ما 
دفع بعض "الكوفي شوبات" إلى استثمارية جماهيرية الناديين في عروض لأصطياد الزبائن من مجتمعنا المحلي في رسائل ضمنية للاستثمار بالجماهير لدى انديتنا المحلية، في الوقت تظهر تجارب ناجحة في هذا المجال لدى بعض الشركات العالمية في واقعنا المحلي، لكن ما يزال سوق الرياضة بعيدا عن اهتمام كبريات الشركات، لتجد الأندية الجماهيرية تبذل جهودا كبيرة في اقناعها وتقتصر على شركة أو شركيتن على ابعد تقدير، والذي يتمثل برعاية زين للقطبين واورانج سابقا، وحاليا أمنية التي رعتهما خلال الموسم الكروي الحالي 2017-2018.
وفرض التناقض نفسه، عندما تنبهت مجموعات جماهيرية الى الاستثمار باسم ناديها وجماهيرتها لصالحها بعيدا عن ناديها، وسبقت النادي للتنبه بأهمية الاستثمار بجماهيرته، ولعل الواقع مثلا يقدم النماذج الجماهيرية الناجحة في هذا المجال، والتي تتقدمه "مجموعة وحداتي" التي نجحت في تسسويق نفسها باسم الوحدات، وهرعت إلى استقطاب انظار الشركات الداعمة من جانب، والاستثمار بنفسها ومساحتها الجماهيرية، ومضت لتطوير نفسها بالاهازيج التي ميزتها على المدرجات، وكسبت الثقة واستثمرت بقاعدتها وجمهورها، وزادت محصلاتها المالية من خلال الاستثمار بتجهيزات وملابس تحمل اسم الوحدات وشعار المجموعة، وانطلقت نحو مشاريع استثمارية عادت عليها بالفائدة المالية لتنفيذ مشاريع أكثر اتساعا وعلا صوتها واصبحت ماركة جماهيرية مسجلة.
ربما هذا المؤشر، يفسر أهمية الاستثمار بالجماهير لدى الأندية الجماهيرية، لاسيما الوحدات والفيصلي والرمثا، وتقديم مشاريع استثمارية تجذب الشركات من خلال برامج تسويقية احترافية، ولا ضير من الاستشهاد بتجارب شركات متخصصة بالتسويق، لجلب كبريات الشركات للاستثمار بالجماهير ونجوم الفريق مقابل صفقات مالية كبيرة تدر الدخل على خزائن النادي، وتأخذها نحو رحلة جديدة من التطوير الذي ينعكس ايجابا على مصلحة الكرة الأردنية.

 
عدد المشاهدات : [ 4011 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .